أبي حبيبي و الفصحى

مذ وعيت على الدنيا وهوَ لا يقبل أن نناديه إلا بــ أبي

 كان الجميع يستغرب حين يسمعونها مني ومن إخوتي !

لكنّه كان حريصًا على أن يعلّمنا التحدث باللغة العربية الفصحى ،

لا زلتُ أذكرني أثناء الكثير من وجبات الطعام :- أبي عايزة عيش، ليأتي رده : عيش ولا خبز ! :))

لا زلتُ أذكر الدرس الذي يجمع العائلة ومجلد " النحو الوافي " الذي يقرأ منه كل واحد جزء وأبي يشرح ويفسر ما قرأ 

لازلتُ أذكر الدفء الذي كان يسري في روحي أثناء التفافنا حول أبي 

 

لازلت أذكر مادة القواعد في المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة 

يبدأ شرح الكتاب لي من أول صفحة لآخرها،

 كنّا نقوم سويًا بحل جميع التمارين ولاعلاقة لنا بالمدرسة 

فالقواعد مادة تخص أبي وحده -_- 

وفي مرحلة الثانوية ، حين كبرنا واستبدلوا لنا اسم " القواعد " بـ "النحو "

 كان يكتفي بسؤالي عن الدروس التي لم أفهمها من المعلمة ويقوم بشرحها لي 

كانت تغمرني السعادة عندما يجيب على كل أسئلتي ، وعن أي شيء يدور في خاطري 

كُنت سعيدة كثيرًا بأبي وإتقانه الشديد للغة العربية ولا زلت ..  

 

لازلت أذكر يوم استلام الشهادة و النتائج 

أول ما يبحث عنه درجتي في مادة النحو 

 ليعلن وجهه الفرح إن كانت الدرجة كاملة 

بعد كل هذا لا عجب أن يكون حب اللغة العربية ضمن فطرتي السليمة 

 و لا عجب أن تكون هذه بعضُ أحلامي :

- " حضور دورة في اللغة العربية بعد تخرجي من كلية العلوم "
- " تربية أطفالي على اللغة العربية فهيَ تنمي الذكاء وتساعد على فهم القرآن "